رغم التحديات.. مشفى الأسد الجامعي بدمشق ينجح بإجراء أول عملية زراعة كبد في سوري

 سانا

إنجاز طبي وصف أنه يرتقي إلى مرتبة إعجاز حققته كوادر طبية وطنية في سورية رغم الحرب العدوانية والحصار وتكالب قوى الغدر والإرهاب..

ولأول مرة في سورية تتم عملية زرع كبد في مشفى الأسد الجامعي بدمشق بأياد وخبرات سورية دون الاستعانة بأية خبرات خارجية..‏

واليوم أصبح الطفل أحمد خرفان 12 عاماً يحمل قطعة من كبد عمه أسامة خرفان الذي تبرع لابن أخيه بقطعة من أحشائه لينقذ البراءة في عيون ابن أخيه..‏ 

وفي التفاصيل أجرى فريق طبي متكامل في مشفى الأسد الجامعي مؤخراً عملية زرع كبد مساعد للطفل أحمد بعد إجراء كافة الفحوصات المخبرية والسريرية، ويقول الدكتور محمد الأحمد استاذ جراحة الكبد في كلية الطب بجامعة دمشق إن الطفل كان يشكو من حالة تناذر كريجلر نجار التي تؤدي إلى قصور في عمل الكبد، حيث تمت متابعته من قبل طبيب الهضمية المختص، وقد أظهرت التحاليل المخبرية ضرورة الإسراع بعمل شيء لإنقاذ حياة الطفل.‏

وقال الدكتور الأحمد في تقرير تلفزيوني أننا كفريق طبي متكامل دخلنا إلى العمل الجراحي وهمنا أن نضمن سلامة المتبرع الذي آثر أن يتبرع بجزء من كبده، وكذلك أن نضمن التعافي للطفل المريض، وأن نقدم الأفضل للحصول على (طعمة) من كبد المتبرع لزرعها في كبد الطفل المريض.‏

وأشار الأحمد إلى أن مشفى الأسد الجامعي مجهز بشكل ممتاز من أجل الانطلاق بعمليات زراعة الكبد.‏

الدكتور فادي ريا من فريق العمل الجراحي وهو اختصاصي بجراحة الكبد في مشفى الأسد الجامعي قال: إن أهمية العملية هي أنها تتم لأول مرة في سورية، وأنه لأول مرة في العالم يبدأ فريق طبي بعملية زراعة كبد ضمن ظروف تقنية صعبة، كما أنه ولأول مرة في كل دول آسيا وأفريقيا وخارج أوروبا الغربية وأمريكا تتم عملية زرع كبد دون خبرات أجنبية.‏

ولفت الدكتور ريا إلى أن هذه العملية تعتبر إنجاز طبي لسورية يرقى إلى مرتبة الإعجاز الطبي وأنه منذ خمسين عاماً لم يجر عمل جراحي لرزاعة كبد بهذه التقنية التي أجريت فيها العملية للطفل أحمد، حيث كان هناك تقييم شامل لوضع المريض بوجود فريق طبي وطني مختص، وتبين أن الحالة لم تكن لتستجيب لأي معالجة دوائية ما استدعى العمل الجراحي لإنقاذ حياة الطفل.‏

وعن مجريات العمل الجراحي أشار الدكتور ريا إلى أنه تم أخذ قسم من كبد المتبرع (عم المريض) وقطع جزء من كبد المريض (الطفل أحمد) وتم وضع الطعم مكان القسم المقتطع من كبد أحمد بعد إروائه بشكل جيد بالسائل المناسب، وأعيد اتصال الأوعية الوريدية والشريانية.‏

وقال الدكتور حسام الدين شبلي مدير المشفى: رغم التحديات التي تفرضها الازمة الراهنة قام فريق متكامل من أطباء الجراحة العامة والاوعية وأطباء التخدير والكادر التمريضي دون الاستعانة بأي خبرات أو كوادر أجنبية يوم السبت الماضي بإجراء العملية التي استغرقت 12 ساعة حيث تم قطع جزء بسيط من كبد المتبرع أسامة عم المريض وزراعته للطفل أحمد وهما الآن بصحة جيدة مؤكداً أن هذه العملية من الزراعات المعقدة والنادرة.‏

وبيّن الدكتور شبلي انه سمح للطفل بالمشي وان التحاليل الكبدية كانت جيدة وتدل على نجاح الزرع لافتاً إلى أن هذا الانجاز الجراحي النوعي يؤكد اصرار الاطباء السوريين على الاستمرار بعملهم والتميز فيه رغم كل التحديات مستفيدين من كل ما هو جديد في مجال الطب على مستوى العالم.‏




طباعة بدون صور

طباعة مع صور