ترأس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي الاجتماع الأول لمجلس مفوضي الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية لعام 2025، معلناً عن بداية مرحلة جديدة في مسيرة التعليم العالي بسوريا.
ناقش الاجتماع مهام وصلاحيات المجلس وفقاً للقانون رقم 33،  واستعراض الهيكل التنظيمي للهيئة، توزيع المهام بين مديرياتها، وترتيبات الانتقال إلى المبنى الجديد، بالإضافة إلى القضايا المالية والإدارية.
وعرض المجلس نتائج الامتحان الطبي الموحد لعام 2025، ومؤشرات أداء الطلاب في كليات الطب، ومناقشة الامتحانات الوطنية القادمة في مجالات الصيدلة، الطب البشري، وطب الأسنان، واللاطلاع على تقارير اعتماد مقدمة من جامعة الأندلس وكلية الصيدلة في جامعة دمشق.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أن هذا الاجتماع يمثل خطوة استراتيجية هامة في مسار إصلاح التعليم العالي في سوريا. وقال الوزير: "اليوم نفتح صفحة جديدة في مسيرة التعليم العالي، من خلال إعادة هيكلية الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية، التي تمثل أحد أعمدة تطوير هذا القطاع الحيوي. ونحن أمام مرحلة تتطلب منا جميعاً التزاماً قوياً وجاداً نحو تحقيق أهداف التعليم العالي وفق أعلى معايير الجودة والاعتماد."
وأضاف الوزير الحلبي أن الجودة في التعليم لم تعد رفاهية أو هدفاً طارئاً، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية التعليم العالي، وثقافة وطنية يجب أن يلتزم بها الجميع. وأوضح أن الهيئة لا تقتصر مهمتها على وضع المعايير فقط، بل على بناء الثقة مع المجتمع الأكاديمي والمجتمع بشكل عام عبر آليات شفافة لتقييم الأداء، ترتكز على الأدلة والبيانات الموثوقة.
وأشار الوزير إلى أن هدف الهيئة هو ضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب والمؤسسات التعليمية، من خلال نظام يعتمد على معايير واضحة وقابلة للتطبيق. كما أكد على أن جودة التعليم لا تفرض من أعلى، بل تُبنى من خلال مخرجات العملية التعليمية من داخل المؤسسات التعليمية نفسها، مع ضرورة وجود آليات للتقويم المستمر والنقد البناء.
وتابع الوزير الحلبي قائلاً: "نحن في مرحلة تزامن فيها التطور التكنولوجي والتحول الرقمي مع تحديات المناهج وطرق التدريس. وبالتالي، يجب أن تكون الجودة العامل المشترك في هذه المسارات جميعها. نسعى لتطوير التعليم العالي بما يتناسب مع المعايير العالمية، مع مراعاة خصوصية واحتياجات المجتمع السوري."
في ختام كلمته، شدد الوزير الحلبي على أن الهيئة ستكون ركيزة أساسية لاستدامة جودة التعليم، وأن العمل على ضمان استقلاليتها وشفافيتها هو أمر محوري في المرحلة المقبلة. وأكد أن الهيئة ستكون بمثابة "ضمير التعليم العالي" في سوريا، مؤكداً على أن العمل المستمر لتصبح الهيئة مركزاً إقليمياً ودولياً يعزز من مستوى التعليم الأكاديمي في سوريا، ويرتقي بمؤسساتنا التعليمية إلى مستويات عالمية.